بسم الله الرحمن الرحيم و الف الصلاة و السلام على سيد الانبياء و المرسلين سيدنا محمد الصادق الامين تحية معطرة برائحة الورد الذي كان ينثر على قياصرة روما قديمهم و حديثهم بألف عنوان او بعنوان واحد ... البارسا هو قيصر روما , هو حاكم اوروبا و العالم , هو ملكـ كرة بدون منازع ... قالها غوارديولا و بثقة كبيرة (( ليس لدي تكتيكـ اليوم و لكن لدينا لاعبون )) فكانت الفرحة من اقدام اللاعبين .. بل المبدعين , الذين سيجعلون العالم يقف مذهولا من هذا الاداء و سيتعبون علماء العالم الذين سيحاولون فكـ شفرة هذا " الفيلق " و ليس الفريق ...
ما هذا يا غوارديولا ؟! اهو سحر ام هو خيال ؟؟ بل اهو تدمير ام زلزال ؟؟!! لقد روضت الاسد الذي روض الاسود .. روضت من روض الارسنال و تشيلسي و ليفربول .. روضته و بأقل مجهود و بكرتين جعلت رأسي يدوخ من محاولة معرفة ايهما الاجمل .. ملحمة ستدرس في جامعات العالم اجمع بصفتها " الاجمل " و " الامتع " و " الاروع " ... اضرب التكتيكات بعرض الحائط و انسى ما علمكــ .. هذا البرسا فأحذر من معلمكــ ... لن يوقفه شيء حتى قبضات اندرسون و كاريك و فيديش ولو تمزق القميص فهو يستمر كالقطار السريع ... انظر الى ابناء العرين و من اعطى الكأس الاوروبية لأسبانيا (( تشافحياتي) و (( انيسروحي )) الذين مزقوا الحائط الانجليزي المنيع بأدائهم البديع و تحركهم السريع , حتى انهم ابتعدوا عنهم خوفا من البطاقات .... لا رونالدو و لا روني و برباتوف و لا تيفيز و لا الف غيرهم يستطيعون مكافحة الاسد الكبير , رغم الجراح و رغم الاذى و غياب السهم البرازيلي و الرائع الفرنسي , و الله اراه ظلما ان يتم اختيار افضل لاعب في اللقاء لأنني لم ارى هذا الاداء من قبل !! انسى السداسية في عرين الملوك و الخماسيات و الرباعيات ... فلقد قدم فريقكــ الاداء الافضل و الاروع و وصل الى مرحلة النجاح التام في كل تحركــ و كل تمريرة , لقد جعلنا محطم زملاء توتي يكره ان تمرر الكرة له , لقد جعلنا الدون البرتغالي يتحير بين ما هو الاسوء (( ان يكون انتقل لمدريد و يتلقاها بالستة او بقاءه و مشاهدة احلامه بالكرة الذهبية تتبدد )) قرأتــ في مقالة منقولة عن كاتب انجليزي مشهور يتحدث فيها عن ان هناكــ سبعة طرق لخسارة دوري ابطال اوروبا , انا اقول له " عذرا ..
هناكــ ثامنة اضيفها الى قائمتكــ (( ان تلاعب البارسا ... )) " يا الله يا ربي العليم ... اهديتنا شخص ام داهية ؟؟ لديه من الروح و العزيمة ما يكفي لثلاثين رجلا ... قد يكون بالخبرة قليل لكنه بالفعل كبير كبير .... جاءه اصعب امتحان فخرج منه بعلامة فوق الامتياز و اظهر لنا جوهر هذه اللعبة و سبب حبنا لها ... فليس هو المال و ليس هو العلم من يميز هذه المستديرة الرائعة ... بل هو الانتماء لأسرة و العمل من القلب و الشعور بالمسؤولية هو من يجسد هذه الرائعة ... ليس الراتب و عقود الاحذية و شعارات القمصان . اتمنى من رؤوس الاتحادات العربية و مدربي النوادي و المنتخبات العربية و اللاعبين العرب ان يشاهدوا شريط الموسم الخرافي لبرشلونة , لكي يعرفوا جواب لسؤال يطرح يوميا ... لماذا هم افضل منا ؟؟
انتصار حقق بأقدام كتلونية و بحب انتماء اجنبي ... موسم كان ابطاله اخوة و اسرة بغض النظر عن العرق او الدين , تعلموا يا عرب من هذا المثال الرائع و دعونا يا اخواني ان نفتح عقولنا الى ما هو اهم و اكثر فائدة للفرد و للأمة ... انا لست كتلونيا و انت لست مدريدي ... بل نحن عرب نحب ان نتمتع بكرة برشلونة و كرة مدريد ... موسم انتهى و بأجمل صورة و بتسليم ابناء كتلونيا ذات الاذنين في المقصورة تحياتي لكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته